أشياء كثيرة في مطبخي تُشبهني
أتماهى مع هذه الأشياء ونُؤنسُ بعضنا.
الماء والنّار والكهرباء
الخضار والفواكه الممتلئة بالماء والفواكه الجافة
الصحون والكؤوس
وآواني الطبخ النّحاسية تروي سيرة امرأة من القيروان
ملاعق صغيرة وكبيرة في مقاسات أحلامي النّحيفة والمكتنزة قليلا .
وسكين واحد
لا أحبُّ السّكاكين.
في السكاكين يختبئ خوف هابيل
لقد سبق هابيل الموءودة بزمن طويل
وهكذا تعلم الرّجل النّسيان.
وآحيانا
السكين عنترة وثغر عبلة الباسم.
في هذا المطبخ
ما يُشبه وحدة الوجود
أو كوكتال من عصير الحكمة والحشائش البريّة
أسكبُه كل صباح
في آواني مصنوعة من الفخار وكريستال أوروبا الشرقيّة.
المطبخ غرفة تستيقظ فيها الشهوات
حسابنا البنكي المبعثر داخل الثلاجة وبين الطاولة وسلة المهملات.
البعضُ يكتب
البعض يعد طعامه
وأنا أكتبُ وأطبخُ
بعضي يعد طبقا عاشقا لقطب قد يطرق باب مطبخي
وكلّي يكتب الشعر لبطل صنعتُه يداي بالماء والخيال ورطل من شهد الملكات .
تتجاذبني رغبتان
متعتان
نشوتان
عناقيد العنب تراقب صحوي صيفا وشتاء
وكيف أراقص المدى فتشهق راقصات الحانات
المدى معجبٌ بي ويتهيأ لبدء العشق
لم يكن المدى مخمورا وهو يٌغازلني
وأحسبُ أن لا نية له للايقاع بي حين أمسك يدي وتلا المدى سورة "الفاتحة".
.................................................................................................
................................................................................................................
أشياء كثيرة في المطبخ تشبهني
آه يا أيُّها البيض
وسيمُ كحبي له
تشبه زواجا كاثوليكيا بين الثلج والشمس
البيضة أرهقت كارل ماركس كثيرا
هل هي من طبقة الفقراء أم الأثرياء؟
كالديمقراطيات العريقة، تحتال علينا البيضة
كالرمز المعنف دون كدمات تراوغنا البيضة.
غنية كالسمك
كاللحوم الحمراء والبيضاء
حنونٌ مثلي البيضة
حبيبها من البروليتاريا
تتعففُ من الرأسمال الأحمر
من الدم
من النّار الموقدة
من ناقة أشعلت حرب البسوس
لم ينس الأنبياء أن البسوس امرأة.
أنا والبيضة نتشابه
تُحبُ البياض مثلي
مثلها لا أرتدي أكثر من لونين.
اثنتان في الاكتفاء
في المسكوت عنه في الوليمة
في الزهد
في البوح
أنا والبيضة بسيطتان
امرأتان يعول عليهما
شكل البيضة امرأة
شكل المرأة هضابٌ
يغفو فيها حمامٌ سقطت من أطواقه الرسائل.
شكل المرأة قصيدة ُنثر
تستبدل صهيل الخيل ورغاء الإبل بموسيقى قلبي.
شكل المرأة نثر بنهدين تغافل عنهما قصدا الزمن.
كأنّي الغابة السوداء في بلاد هتلر وغوته
سجنني الصنوبرُ في ليله الثابت
فلم تمسّسني منذ رحيل بطلي شمس.